هو العلّامة القاضي الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالقادر، طلب العلم على يد والده العلّامة محمد بن عبدالله، و العلّامة أبي بكر بن محمد الملّا الحنفي.
أثنى عليه الشيخ العلّامة عبدالله بن أبي بكر الملّا في كتابه بغية السائلين، وعدّه من أنجب تلاميذ والده المجدون في نفع عباد الله من تدريس وإفتاء ومنافع خفية وجلية، فذكر أولهم قاضي الأحساء العلّامة الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ عبدالله العمير، ثم ذكر الشيخ علي فقال:
" وثانيهم المجد في تحصيل العلوم وبثها بالمنطوق والمفهوم المقتفي لأسلافه ذوي المناقب والمفاخر الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله بن عبدالقادر."
كان منذ شبابه حريصاً على خدمة العلم والعلماء، ومن ذلك أن قد أنشأ في بدلة الكوت الكائنة في الهفوف مكتبة تحتوى كُتُبـاً من مكتبة آل عبدالقادر، و وضعها في مدرسة آل عبداللطيف تحت إشراف الشيخ عبدالله بن أبي بكر. أراد من ذلك أن يعاضد مكتبة الشيخ أبي بكر الملا الوقفية في خدمة طلبة العلم من خلال فتح وتوفير المكتبة للجميع لاستعارة ما يريدون من الكتب. ومن هذه الكتب المستعارة التي بقيت إلى يومنا هذا كتاب شرح ابن هشام على قطر الندى. وجاء في نص الاستعارة:
"أخذ محمد بن أبي بكر بن غنام شرح ابن هشام على القطر من مدرسة آل عبداللطيف من كتب آل عبدالقادر بأمر الأخ علي بن الشيخ محمد آل عبدالقادر في 9 محرم سنة 1268 هـ"
شغل القضاء بعد والده حسبة، و كان له ختم منقوش فيه "الواثق بالله علي بن محمد بن عبدالله". عُرض عليه منصب مفتي الأحساء فرفضه تعفّفا، و كان عضواً في مجلس العلماء الاستشاري إبان الحكم العثماني, وعُرف بقول الحق و التصدي للظلم, و الوقوف بحزم أمام انتهاكات بعض متصرفي الدولة العثمانية. كان قاضياً قوياً لا يخاف في الله لومة لائم، وقف أمام محاولات الدولة لمنع استقلال القضاة المحليين ومنع استخدام حقهم في الإفتاء والشهادة بحجة مخالفة القانون. فقام الشيخ بمراسلة الحاكم ووضّح موقفه وموقع العلماء من هذه المحاولات وأن ليس لها أساس في قانون الدولة. فلما وجدت الدولة هذه الوقفة الشديدة للشيخ وغيره من العلماء، أبقوا للقضاء استقلاله واعتباره.
كان الشيخ -رحمه الله- فقيها ذائع الصيت، له مكانته العلمية داخل بلده وخارجه. له جواب على رسالة الشيخ قاسم بن ثاني حاكم قطر آنذاك والتي بعثها عام 1298هـ في مسائل في العقيدة فأجابه علماء الأحساء من المذاهب الأربعة وكان جواب الشيخ علي يعبر عن موقف علماء الشافعية.
درس على يده الكثير من علماء الأحساء، منهم:
توفّي الشيخ –رحمه الله- سنة 1319 هـ ، بعد أن أنجب فريد عصره الشيخ العلّامة الشاعر عبدالله بن علي.